الحضارة الاسلامية

الحضارة الاسلامية

تعريف للحضارةهى استفادة الخلف من جهود السلفوالاستفادة من الحضارات التى سبقت ظهور الاسلام ثم جاءت بعد ذلك مرحلة الابتكار والاضافة وهناك اسس قامت عليها الحضارة الاسلامية
اولا القرأن الكريم
يعد القرأن الكريم احد الاسس الرئيسية الذى نبعت منة الحضارة الاسلامية باعتبارة المصر الاساسى للاسلام وحجر الزاوية الذى تقوم علية الشريعة الاسلامية ومن المعروف ان القرأن الكريم نزل على الرسول صلى اللة علية وسلم منجاما على مدى الثلاثة وعشرين سنة التى ظل خلالها يدعو الى اللة سبحانة وتعالى ليكون اقرب الى الحفظ واسهل على الضبط وابعد عن النسيان وقد حرص الرسول واصحابة على حفظ الايات واستظهارها كما حرص على تدوينة فاتخذلة كتبة يدونون ما ينزل علية من ايات ويلازمونة حيثما ذهب وعرفو بكتاب الوحى قامو بتسجيل الايات على مواد متباينة اختلفت فى احجامها واشكالها فى موادها بين قطع من العظم والخشب والفخار والجلد وجريد النخل والحجر ومن ثم استخدم فى حفظ القرأن الذىبلغت سورة مائة واربعة عشر سورة وسيلتان هما الحفظ والتدوين فقد تولى الرسول صلى اللة علية وسلم ترتيب الايات بنفسة فعين موضعها من بعضها البعض وتحديد مكانها فى السور المختلفة طبقا لما اخبرة الوحى ثم انتقل بعد ذلك الى ارفيق الاعلى وقامت حركة الردة واستشهد فى موقعة اليمامة مايقرب عن سبعين صحابيا من حفظة القرأن وخشى علية عمر بن الخطاب من الضياع فاقترح على الخليفة ابى بكر ان يجمع القرأن فى صحف توضع بين دفتين وتردد ابو بكر فى اول الامر خاصة وان الرسول صلى اللة علية وسلم لم يأمر بمثل هذا العمل ثم استجاب اخيرا الى ما أشار بة عمر واستدعى زيد بن ثابت احد كتاب الوحى وامرة بنسخ القرأن فى مصحف فجمعة من واقع المدونات التى التى كانت لدى كتبة الوحى وبمساعدة حفظتة المشهود لهم بالتقوى وقوة الذاكرة اذ يروى ابا بكر كلف عمر بن الخطاب وذيد بن ثابت بان يقفا على باب المسجد ويطلبا من كل من يحفظ شيئا ان يذكر لهما ما يحفظ وهكذا تم تجميع القرأن فى عهد ابى بكر وحفظ المصحف لدية مدى حياتة ثم انتقل بعد وفاتة الة عمر بن الخطاب الذى تولى من بعدة الخلافة وبقى عندة حتى مقتلة فحفظ عند السيدة حفصة احدى زوجات الرسول صلى اللة علية وسلم وكانت تعرف بأتقانها للقرأة والكتابة واتسعت رقعة العالم الاسلامى وتفرق العرب فاختلفت القراءت بسس تعدد لهجات العرب واستفحل امر هذا الخلاف فى عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان الذى تدارك الامرقبل ان يستفحل الداء وبعث فى طلب المصحف من السيدة حفصة بعد ان استقر الرأى على ضرورة عمل نسخ منة وتكون اصل القرأة والكتابة يرجع اليها كلما دعت الحاجة وتشكلت بافعل جماعة لهذا الغرض من بينهم زيد بن ثابت وعبداللة بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث ابن هاشم وقال لهم عثمان اذا اختلفتم انتم وزيد فى شيء من القرأن فاكتبوة بلسان قريش فانما نزل بلسانهم وبعد نسخ المصاحف ارسلها الخليفة الى كل افق ورد الاصل الى السيدة حفصة لاكن ما قام بة عثمان بالنسبة للمصحف لم يكن عملا تاما لان الفتوح الاسلامية كانت قد افضت الى اختلاط العرب بالاعاجم كما ادت الى ظهور جيل جديد دخل فى كلامهم اللحن لان الحروف العربية كانت فى اول الامر عاريةمن النقط خالية من الشكل فكان لابد من معالجة الامر ووضع حد لهذا اللحن خوفا من ضياع اللغة وخوفا من الالتباس حين قراءة القرأن فوضع ابو اسود الدؤلى فى سنة 67هـ /686م علامات على شكل نقط فى المصاحف بأمرمن زياد والى البصرة كتبت بصبغ يختلف عن لون المداد الذى دونت بة المصاحف مخافة التصحيف والتحريف وبعد ذلك تم اعجام الحروف المتشابهة بنفس مداد الكتابة على يدى نصر بن عاصم الليثى ويحيى بن يعمر بتكليف من الحجاج بن يوسف الثقفى حيث استمر الحال على ذلك حتى استبدل الخليل بن احمد الفراهيدى نقط ابى الاسود بشارات الشكل التى نعرفها الان وهكذا ظل القرأن سليما من اى تحوير او خطاء وصدق اللة وعدة : ( انا نحْنٌ نزلنا الذكر وانا لة حافظون (9)) ولما كان القران الكريم هو دستور الاسلام والمسلمين فقد كان من الطبيعى ان يكون بمثابة المصدر الاول والرءيسى الذى نبعت منة الحضارة الاسلامية اذ يكمن فية سر اصالة الحضارة وعظمتها لانة كتاب يهدى للتى هى اقوم لا يأتية الباطل من بين يدية ولا من خلفة فية خير البشر سواء من الناحية الروحية او العقلية او الاجتماعية فهو يدعو الى عقيدة واضحة خالية من التعقيد والغموض والابهام ( قل هو اللة احد(1) اللة الصمد(2) لم يلد ولم يولد(3) ولم يكن لة كفوا احد(4) ) وفى القران الكريم ايضا يكمن سر سعادة البشر فهو ينظم المجتمع على اسس سليمة تضمن لة الامن والرخاء والسعادة اذ يضمن حرية الراى والعقيدة (لا اكراوة فى الدين قد تبين الرشد من الغى....(256) ) ويدعو الى التعارف بين الناس ( يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا...(13) ) كما بنص على المساواة بين الناس ( ان اكرمكم عند اللة أتقاكم ان اللة عليم خبير ..(13) ) وينصف المرأة ويؤكد حقوقها ( وآتوا النساء صدقاتهن نحلةْْْْْْْ ً) ، ( وللنساء نصيب مما ترك والوالدين والاقربون ). ( للرجال نصيب مما اكتسبو وللنساء نصيب مما اكتسبن ) ولا عجب فى هذا فقد كانت المرأة اول شهيد فى الاسلام وخلاصة القول انة المتعذر استقصاة فضائل القرأن التى قامت عليها الحضارة الاسلامية بل حسبنا ان نشير فى النهاية الى انة يغد فى الواقع مجموعة من الفوانين التى تنظم المجتمع وقطعاتة فهو يحدد العلاقة بين الفرد وربة ، وبين الفرض واسرتة ، وبين الاسرة والمجتمع ، والمجتمعات بعضها ببعض بل ينظم علاقة دولة بدولة اخرى وينظم علاقة الغالب بالمغلوب ، اى انة يعد نظام دينى، اجتماعى ،اقتصادى،عسكرى، سياسى.

جزاكي الله كل خير
في انتظار جديدك