أخلاقيات ووصايا لمن يهمه الأمر

قال لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه يا بني لا تجلس في المجلس الذي لا يذكر فيه الله , فإنك إن تك عالما لا ينفعك علمك , وإن تك غبيا يزيدوك غباء , وإن يطلع الله عليهم بسخط يصيبك معهم يا بني اختر المجالس على عينيك , فإذا رأيت المجلس يذكر فيه الله فاجلس معهم , فإنك إن تك عالما ينفعك علمك , وإن تك غبيا يعلموك , وإن يطلع الله عليهم بعد ذلك برحمة تصبك معهم )
يقول ابن القيم اجتماع الإخوان نوعان اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت فهذا مضرته أرجح من منفعته واقل ما فيه أنه يفسد القلب ويضيع الوقت والاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاح والتواصي بالحق والصبر وهذا من أعظم الغنيمة وانفعها )
يقول أحمد بن عطاء : ( مجالسة الأضداد ذوبان الروح ومجالسة الأشكال تلقيح العقول , وليس كل من يصلح للمجالسة يصلح للمؤانسة , ولا كل من يصلح للمؤانسة يؤمن على الأسرار , ولا يؤمن على الأسرار إلا الأمناء فقط)
عن أبي قلابة قال التقي رجلان في السوق فقال أحدهما للأخر :تعال نستغفر الله في غفلة الناس , ففعلا ,فمات احدهما , فلقيه الآخر في النوم , فقال : علمت أن الله غفر لنا عشية التقينا في السوق )
يقول بلال بن سعد أخ لك كلما لقيك ذكرك بنصيبك من الله وأخبرك بعيب فيك , أحب إليك وخير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفك دينارا ).
يقول الشاعر :
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا
تصحب الأردي فتردى مع الدري
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
ويقول شاعر:
أنت في الناس تقاس بالذي اخترت خليلا
فاصحب الخيار تعلو وتنل ذكرا جميلا
صحبة الخامل تكسو من يواخيه خمولا
ويقول آخر :
ذو النقص يصحب مثله والشكل يألف شكله
فاصحب أخا الفضل لكي تقفوا بفعلك فعله
.............................................................
قال الجنيد أربع ترفع العبد إلى أعلى الدرجات , وإن قل عمله :الحلم, التواضع , السخاء , حسن الخلق وهو كمال الإيمان ).
وجمع بعض العلماء علامات حسن الخلق فقال :" هو أن يكون كثير الحياء , قليل الأذى , كثير الإصلاح صدوق اللسان , قليل الكلام , كثير العمل , قليل الزلل , قليل الفضول , برا وصولا وقورا وصبورا وشكورا راضيا حليما رفيقا عفيفا شفيقا , لا لعانا ولا سبابا , ولا نماما ولا مغتابا ولا عجولا ولا حقودا ولا بخيلا ولا حسودا , بشاشا هشاشا , يحب في الله ويرضى في الله ويغضب في الله فهذا هو حسن الخلق .
كان رسولنا الحبيب إذا صلى دعا دعاء الافتتاح( الاستفتاح) فقال:" اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت "